مثلث برمودا : اللعنة الخفية أم بوابة الأبعاد المجهولة؟..

جاك السفاح..

في أحد الأحياء الفقيرة بلندن عام 1888، وتحديدًا في وايت تشابل، بدأ لغز حير المحققين وأرعب السكان. ظهر جاك السفاح، قاتل متسلسل لم يتم الكشف عن هويته الحقيقية حتى يومنا هذا. كان ضحاياه من النساء العاملات في البغاء، وجميع الجرائم اتسمت بدمويتها الشديدة وطابعها الغامض. 

جاك السفاح 

جرائم بشعة تُثر الرعب..

القاتل، الذي أطلق على نفسه اسم جاك السفاح في رسائله الموجهة للشرطة والصحافة، كان يستأصل أعضاء داخلية من أجساد ضحاياه بعد قتلهن، مما دفع المحققين للاعتقاد بأنه شخص يمتلك خبرة طبية أو جراحية. 

هذه الجرائم البشعة لم تُثر الرعب فقط، بل كشفت أيضًا عن ضعف النظام الأمني في تلك الفترة وعجز الشرطة عن القبض على الجاني.

استمرت الجرائم لعدة أشهر، وبدأت قصص جاك السفاح تنتشر بسرعة عبر الصحف، محولة إياه إلى أسطورة مخيفة. الرسائل التي كان يبعثها إلى الشرطة كانت تزيد من غموضه وجرأته. كان يصف فيها جرائمه ويسخر من عجز الشرطة عن الإمساك به. 

هذه الرسائل، التي أصبحت جزءًا من تاريخ القضية، لم تُحلل بشكل كامل حتى الآن، ويبقى الجدل قائمًا حول ما إذا كانت حقيقية أم أنها مجرد خدعة.

بينما تُعتبر قصة جاك السفاح لغزًا لم يُحل في التاريخ البريطاني، فإن هناك قصصًا مشابهة حدثت في أزمنة وأماكن مختلفة، تُظهر كيف يمكن للغموض أن يحيط بأحداث تاريخية كبرى. 

هذا الغموض يذكرنا بلغز 👈 السيدة بابوشكا، تلك المرأة التي ظهرت في لقطات مصورة لاغتيال الرئيس الأمريكي جون كينيدي، واختفت بعدها دون أن تترك أثرًا. 

تمامًا كما حدث مع جاك السفاح، لم يتم الكشف عن هوية السيدة بابوشكا، وظلت قصتها لغزًا محيراً. كلا القصتين تثيران فضولنا حول الأحداث التاريخية التي لم يتم تفسيرها بشكل كامل، وتجعلنا نتساءل عما إذا كان هناك دائمًا جانب مظلم في التاريخ لا نستطيع كشفه.

نظريات حول هوية جاك السفاح..

مع مرور الزمن، ظهرت العديد من النظريات حول هوية جاك السفاح. تراوحت الشكوك بين الأطباء والأشخاص الذين يعيشون في المنطقة، وصولاً إلى شخصيات من الطبقات الأرستقراطية. 

بعض النظريات أشارت إلى الأمير ألبرت فيكتور، حفيد الملكة فيكتوريا، والبعض الآخر اعتقد أنه رسام يدعى والتر سيكرت. كل هذه النظريات كانت مبنية على أدلة ظرفية أو تكهنات، ولم تصل أي منها إلى نتيجة حاسمة.

ما يجعل قصة جاك السفاح مثيرة للاهتمام هو أنها ليست مجرد قصة عن قاتل، بل هي انعكاس لمجتمع في فترة من التغيرات الاجتماعية والاقتصادية الكبرى. 

الفقر المدقع في وايت تشابل، والاستغلال الذي كانت تتعرض له النساء، كلها عوامل ساهمت في جعل الجرائم ممكنة. جاك السفاح لم يكن مجرد شخص، بل أصبح رمزًا للشر الذي يمكن أن ينمو في الظروف القاسية. 

لقد أثرت قضية جاك السفاح لغز لم يُحل منذ قرن في الثقافة الشعبية بشكل كبير، وألهمت العديد من الكتب والأفلام والمسلسلات. وعلى الرغم من التقدم الهائل في علوم الأدلة الجنائية، فإن هوية جاك السفاح لا تزال لغزًا محيراً، يذكرنا بأن بعض الأسرار قد تظل مدفونة إلى الأبد.

 مصادر 

جاك السفاح في لندن..ما سر شهرة رجل قتل أكثر من - CNN Arabic

باحث بريطاني يزعم حلَّ لغز جاك السفاح الذي أرعب لندن - الشرق الأوسط

Jack the Ripper Identity, Facts, Victims, and Suspects - Britannica