مُمَيَّز

الماسونية في القرآن واتباع خطوات الشيطان..

الماسونية في القرآن..

في عالم يكتنفه الغموض والتساؤلات، تبرز منظمات سرية مثل الماسونية، التي أثارت ولا تزال تثير جدلاً واسعاً حول طبيعتها وأهدافها. بينما يرى البعض أنها جمعية خيرية تسعى لتحقيق الأخوة الإنسانية، يصفها آخرون بأنها حركة سرية ذات أهداف خفية. بل ووصل الأمر ببعض الباحثين إلى محاولة ربطها ببعض النصوص الدينية، ومنها الماسونية في القرآن الكريم، على الرغم من أن القرآن لم يذكرها بالاسم. 

الماسونية في القرآن واتباع خطوات الشيطان
الماسونية في القرآن
هذه المقاربة لا تقوم على أساس الإثبات المباشر، بل على تحليل أوجه التشابه الفكري والسلوكي بين ما يُنسب إلى الماسونية وما يحذر منه القرآن من صفات وسلوكيات.
ماذا قال القرآن عن الماسونية؟

الماسونية ومقابلتها للأديان..

في مقالنا السابق، تناولنا 👈 الماسونية مقابل الأديان وبيّنا كيف أن الماسونية، في جوهرها، تتبنى مفهوماً دينياً خاصاً بها يقوم على مهندس الكون الأعظم، وهو ما يختلف عن مفهوم التوحيد في الأديان السماوية. 

وقد لاحظنا أن الماسونية تشجع على التسامح بين الأديان بشكل سطحي، لكنها في العمق تهدف إلى صهرها في بوتقة واحدة، ما يعتبره الكثير من علماء الدين محاولة لطمس الهويات الدينية. 

هذا الاستنتاج يفتح الباب للتساؤل : هل يمكن أن نجد في القرآن ما يشير إلى مثل هذه السلوكيات المعادية للفطرة أو للتوحيد؟

الماسونية في القرآن وسلوكياتها..

قد يرى بعض الباحثين أن بعض السلوكيات التي تُنسب إلى الماسونية يمكن مقارنتها بما حذر منه القرآن. من أبرز هذه السلوكيات فكرة السرية والخداع. 

فالقرآن يحذر في مواضع متعددة من المكر والخداع والشيطان الذي يزين الباطل ويوحي إلى البشر زخرف القول غروراً. على سبيل المثال، الآية الكريمة "شَيَاطِينَ الْإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا" (الأنعام: 112) تُستخدم أحياناً لوصف أي تنظيم سري يتعاون أفراده على نشر أفكار مضللة تحت ستار مزيف، وهو ما يتطابق مع الاتهامات الموجهة للماسونية بأنها تعمل في الخفاء لخدمة أجندتها الخاصة.

كذلك، يُتهم الماسونيون بعبادة النور أو لوسيفر في بعض الدرجات العليا، وهو ما يتناقض مع جوهر التوحيد. القرآن الكريم يصف الشيطان بأنه كان "مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ" (الكهف: 50)، ويذكر قوله: "أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ" (ص: 76). هذا الكبر والغرور هو الذي يؤدي إلى الفساد في الأرض، وهي صفة تُنسب غالباً إلى المنظمات التي تسعى للهيمنة والسيطرة.

هل يمكن للمؤمن أن يكون ماسونياً؟..

بناءً على هذا التحليل، عن الماسونية في القرآن يمكن القول إن المبادئ التي تُنسب للماسونية، مثل السرية المفرطة، وطمس الهويات الدينية، وتأسيس نظام عالمي جديد على أسس فلسفية غامضة، تتناقض بشكل مباشر مع مبادئ الإسلام. 

الإسلام قائم على الوضوح والشفافية والدعوة إلى عبادة الله الواحد الأحد، وليس إلى مهندس الكون الأعظم أو أي رمز آخر.

من خلال هذا المقال "الماسونية في القرآن"، فإن القرآن الكريم هو مصدر الهداية والنور، وقد حذرنا من اتباع خطوات الشيطان وكل ما يؤدي إلى الفساد والضلال. ومن هذا المنطلق، فإن أي منظمة، سواء كانت الماسونية أو غيرها، تتبنى مبادئ تتناقض مع جوهر التوحيد والأخلاق الإسلامية، لا يمكن أن يكون للمسلم المؤمن بها أي علاقة أو انتماء.

 مصادر 
ماهي الماسونية؟ وما حكم الإسلام في الماسونية؟ - طريق الإسلام.
الكاشف
الكاشف
أنا كاشف الأسرار، رفيقك في رحلة استكشاف أغوار التاريخ، الأساطير، والأحداث التي حيرت البشرية على مر العصور. في "عوالم خفية"، نغوص سوياً في قصص شخصيات محاطة بالسرية، حكايات قديمة لم تُروَ بعد بالكامل، ونفكك ألغازاً ظلت حبيسة صفحات الزمن. كل مقال هنا هو دعوة لكشف النقاب عن المجهول، وفهم ما يختبئ وراء الستار. انضم إليّ، ودعنا نضيء معاً تلك العوالم الخفية التي تنتظر من يكتشفها.
تعليقات



    "