الماسونية مقابل الأديان..
تثير العلاقة بين الماسونية والأديان المختلفة جدلاً واسعاً، وتتضارب فيها الآراء بين من يراها حركة مناقضة للعقائد الدينية، وبين من يعتبرها مجرد منظمة اجتماعية لا تتعارض مع الإيمان.
![]() |
الماسونية مقابل الأديان |
في هذا المقال، سنبحث في العلاقة المعقدة بين الماسونية مقابل الأديان، ونستعرض وجهات النظر المتضاربة، مع التركيز على علاقتها بالإسلام والمسيحية.
هل الماسونية دين؟..
من أهم النقاط التي يجب توضيحها هي أن الماسونية ليست ديناً بحد ذاتها. هي ليست بديلاً عن الدين، ولا تطالب أعضاءها بالتخلي عن عقائدهم. على العكس، تشترط الماسونية أن يؤمن العضو بوجود كائن أعلى، بغض النظر عن ديانته. هذا الكائن الأعلى يطلق عليه الماسونيون "المهندس الأعظم للكون".
هذه التسمية العامة تهدف إلى إتاحة المجال لأصحاب الديانات المختلفة للانضمام، سواء كانوا مسيحيين، مسلمين، يهوداً، أو غيرهم. الهدف المعلن للماسونية هو تحسين الذات وتعزيز القيم الأخلاقية والاجتماعية، وليس تقديم عقائد روحانية أو طقوس عبادية.
وجهة نظر الكنائس المسيحية..
تاريخياً، كان موقف الكنيسة الكاثوليكية من الماسونية متشدداً. فمنذ عام 1738، أصدرت عدة بابوات مراسيم تحرم الانتماء إلى الماسونية، وتعتبرها خطيئة كبرى.
السبب الرئيسي لهذا الرفض يعود إلى اعتقاد الكنيسة بأن الماسونية تروج لمبدأ المساواة بين جميع الأديان، وهو ما يتعارض مع عقيدتها بأن الكنيسة الكاثوليكية هي الطريق الوحيد للخلاص.
كما أن الطقوس والرموز الماسونية الغامضة أثارت شكوكاً حول ارتباطها بحركات سرية معادية للدين. في المقابل، تختلف مواقف الكنائس البروتستانتية، فبعضها لا يمانع انضمام أتباعه للماسونية، ويرى أنها لا تتعارض مع الإيمان.
وجهة نظر الإسلام..
في العالم الإسلامي، تختلف مواقف العلماء والفقهاء من الماسونية. أغلب المذاهب الفقهية والهيئات الإسلامية تعتبر الماسونية حركة محرمة.
ويعود هذا التحريم إلى عدة أسباب :
- أولاً، يعتقد الكثيرون أن الماسونية تدعو إلى عقيدة الماسونية مقابل الأديان، وتنظر إلى كل الديانات على أنها متساوية، وهو ما يخالف العقيدة الإسلامية التي تعتبر الإسلام خاتم الرسالات.
- ثانياً، تثير سرية الماسونية والغموض الذي يكتنف طقوسها شكوكاً حول أهدافها الحقيقية. وقد صدرت العديد من الفتاوى التي تحرم الانتماء إلى الماسونية، معتبرة إياها منظمة تخالف تعاليم الإسلام.
مع ذلك، هناك آراء فردية لبعض المفكرين المسلمين الذين يرون أن الماسونية يمكن أن تكون مجرد منظمة اجتماعية وليست بالضرورة معادية للإسلام، لكن هذه الآراء قليلة جداً.
الماسونية مقابل الأديان : خلاصة الجدل..
الجدل حول الماسونية مقابل الأديان لا يزال مستمراً. من جهة، يرى الماسونيون أن منظمتهم ليست إلا امتداداً لقيم الخير والأخوة، وأنها لا تتدخل في الشؤون الدينية لأعضائها، بل على العكس، تشجعهم على التمسك بدينهم.
هم يؤكدون أن رموزهم وطقوسهم ليست لها أبعاد دينية، بل هي مجرد استعارات أخلاقية. من جهة أخرى، يرى المعارضون أن الماسونية، بكونها منظمة سرية بأسس فلسفية غامضة، يمكن أن تكون وسيلة لنشر أفكار تخالف العقائد الدينية، حتى لو لم تعلن ذلك صراحة.
يبدو أن الماسونية مقابل الأديان التناقض أم التعايش؟.. هي علاقة تناقض بالنسبة لأغلبية المؤسسات الدينية الكبرى، خاصة في الإسلام والكنيسة الكاثوليكية. فالشكل الذي تقدم به الماسونية نفسها، والذي يتبنى التعددية الدينية ويعتمد على رموز وطقوس غير مألوفة، يصطدم بشكل مباشر مع مبدأ التفرد العقائدي الذي تتبناه غالبية الأديان.
مصادر
الماسونية ضد كل الأديان - بوابة الأهرام.
حقيقة الماسونية ابن باز - موقع ابن باز.
Is Freemasonry a Religion? An Authoritative Answer - esotericfreemason
رأيك يهمنا, شارك في إرتقاء الموقع...