تجربة الاقتراب من الموت..
في صخب الحياة اليومية بدولة الإمارات العربية المتحدة، حيث تتسارع وتيرة التطور وتتوهج أضواء المدن، قد ننسى أحيانًا أن هناك أبعادًا أخرى للوجود تتجاوز ما نراه ونلمسه. لكن بالنسبة لفتاة إماراتية شابة تدعى فاطمة، لم يكن الأمر مجرد فكرة فلسفية، بل كان حقيقة عاشتها بكل جوارحها.
![]() |
تجربة الاقتراب من الموت |
قبل خمس سنوات، خاضت فاطمة تجربة غيرت حياتها إلى الأبد؛ تجربة الاقتراب من الموت، التي فتحت عينيها على أسرار الكون، ومنحتها رؤية جديدة للحياة. قصتها ليست مجرد حادث عابر، بل هي دعوة للتأمل في حدود الوجود، وما يكمن وراء الستار الذي يفصلنا عن خفايا الغيب.
لحظات الفزع : عندما توقف الزمن في ومضة خاطفة..
كانت فاطمة فتاة شابة، مفعمة بالحياة وطموحة، تعيش حياة عادية كغيرها من بنات جيلها في الإمارات. في ذلك اليوم المشؤوم، كانت تقود سيارتها على أحد الطرقات السريعة، عندما وقع ما لا يحمد عقباه.
في لحظة خاطفة، فقدت السيطرة على المركبة، وتحول المشهد إلى سلسلة من الأحداث المروعة. اصطدام عنيف، صوت صراخ، ثم ظلام دامس.
توقف قلب فاطمة. توقف الزمن للحظات لم تكن لتعرفها إلا روحها. الأطباء هرعوا إليها، وبدأوا محاولات محمومة لإنقاذ حياتها. كانت هذه اللحظات الفاصلة بين الحياة والموت هي البوابة التي عبرت منها فاطمة إلى عالم آخر، عالم غير مادي، عالم سيكشف لها عن أسرار لم تكن تتخيلها.
الخروج من الجسد : تجربة الاقتراب من الموت..
"شعرت وكأنني خرجت من جسدي." بهذه الكلمات وصفت فاطمة تجربتها المذهلة. وجدت نفسها تنظر إلى جسدها المسجى على الأرض من الأعلى، تشاهد الأطباء وهم يعملون بجد لإنعاشها. كان المشهد غريباً ومحزناً في آن واحد، وكأنها تراقب فيلماً يخصها، لكنها لم تكن جزءاً منه.
تلك اللحظة لم تكن مخيفة كما قد يتوقع البعض، بل كانت مصحوبة بشعور غريب من الطمأنينة والهدوء العميق. اختفى الألم، وتبدد الخوف.
ثم بدأت ترى ضوءاً ساطعاً يجذبها نحوه، ضوءاً لم تره في حياتها قط. لم يكن مجرد ضوء، بل كان وكأنه كيان، يبعث الدفء والحب والسلام. كان هذا الضوء يأخذها في رحلة لا توصف، بعيداً عن صخب العالم المادي.
في تلك اللحظات، لم يكن هناك شعور بالماضي أو المستقبل، فقط الحاضر المطلق. تلاشت المخاوف، والهموم، والأحقاد، وبقيت فقط المشاعر النقية.
هل كانت هذه هي اللحظة التي يلتقي فيها الإنسان بخالقه؟ هل كانت هذه هي حقيقة الروح التي تتحرر من قيود الجسد؟ فاطمة لم تعرف الإجابة، لكنها كانت متأكدة من أن ما مرت به كان أكثر واقعية من أي شيء عاشته على الأرض.
العودة للحياة : بنبض قلب جديد ورؤية متغيرة..
بعد دقائق بدت وكأنها أبدية، عادت فاطمة إلى جسدها. نبض قلبها مرة أخرى، وعادت أنفاسها. فتحت عينيها لتجد نفسها محاطة بوجوه الأطباء والممرضين الذين كانوا يراقبونها بقلق. لقد عادت من على حافة الموت، ولكنها لم تعد نفس الفتاة التي كانت قبل الحادث.
"عندما عدت إلى وعيي، كانت حياتي قد تغيرت تمامًا." تقول فاطمة. لقد فقدت خوفها من الموت تماماً. أصبحت تنظر إلى الحياة بمنظور مختلف، تقدّر كل لحظة، وتدرك أهمية اللحظة الحالية. تبدلت أولوياتها، لم تعد تهتم بالأمور المادية أو التوافه، بل أصبحت تسعى للسلام الداخلي، ومساعدة الآخرين، والتواصل مع جوهر وجودها.
لقد علمتها تجربة الاقتراب من الموت أن هناك ما هو أعمق من مجرد الجسد المادي، وأن الروح تسافر في رحلة أبدية. هذه التجربة الخارقة للطبيعة لم تكن مجرد حادث، بل كانت صحوة روحية عميقة.
قصة فاطمة الإماراتية هي واحدة من آلاف القصص التي تروى حول تجارب الاقتراب من الموت حول العالم. هذه التجارب تثير أسئلة وجودية كبيرة حول طبيعة الوعي، الروح، والحياة بعد الموت. هل هي مجرد تفاعلات كيميائية في الدماغ يحتضر؟ أم أنها لمحات حقيقية من عالم آخر؟
مهما كان التفسير، فإن شهادة فاطمة تظل تذكيرًا قويًا لنا بأن هناك "خفايا غيب" تنتظر من يكشفها. إنها دعوة للتأمل في معاني الحياة والموت، وفي الرحلة التي تنتظرنا جميعًا. فربما يكون الموت ليس نهاية المطاف، بل هو مجرد بداية لرحلة أبدية، تكشف لنا أسرار الكون التي لا حصر لها.
رأيك يهمنا, شارك في إرتقاء الموقع...