ظواهر طبيعية غامضة..
من أعماق الأرض إلى قلب السماء، يواصل كوكبنا عرض مشاهد لا تصدق، تتحدى أحيانًا فهمنا العلمي وتثير الدهشة والرعب. إنها ظواهر طبيعية غامضة تحبس الأنفاس، وتسجلها الكاميرات لتصبح شهادات على قوة الطبيعة التي لا ترحم.
![]() |
ظواهر طبيعية غامضة |
من شعاع أزرق خارق يخترق السماء، إلى تساقط الثلوج في الصحراء الكبرى، وصولًا إلى انهيارات جبلية كارثية، تكشف هذه الأحداث عن وجه آخر لكوكبنا، وجه مليء بالأسرار التي لا تزال تنتظر من يفك شفرتها.
شعاع أزرق يمزق سماء ميشيغان..
في أكتوبر 2021، شهدت سماء ميشيغان والولايات المجاورة ظاهرة مذهلة : كرة زرقاء ساطعة وشعاع أخضر مائل للزرقة يمزق السماء لمدة دقيقتين كاملتين. المشهد ترك السكان في حيرة، فالتفسيرات التقليدية لم تكن كافية.
- تفسير النيزك : يعتقد عالم الفيزياء الفلكية حكيم أولوشي أنها قد تكون نيزكًا غنيًا بالمغنيسيوم، حيث أن المغنيسيوم يحترق بلون أزرق-أخضر. حجم الجسم وذيله الساطع يشيران إلى أنه أكبر من المعتاد، مما يجعله قادرًا على البقاء سليمًا لفترة طويلة في الغلاف الجوي. هذه الأحداث تذكرنا بالاصطدامات الكونية المدمرة التي تعرضت لها الأرض عبر تاريخها، وتبرز جهود وكالة ناسا، مثل مهمة DART، لتطوير تقنيات حماية الكوكب من الكويكبات المحتملة.
- تفسير القمر الصناعي : من جهة أخرى، تشك تريسي فانارا في كونها نيزكًا بسبب سرعتها الأبطأ. وبعد التحقق من سجلات ناسا، أكدت الوكالة أن الجسم كان على الأرجح قمرًا صناعيًا دخل الغلاف الجوي بسرعة 27,500 ميل في الساعة. مع وجود أكثر من 5000 قمر صناعي تدور حول الأرض، وسقوط حوالي قمر صناعي واحد كل أسبوع، فإن هذه الظاهرة أصبحت أكثر شيوعًا. يمكن أن تتسبب العواصف الشمسية في تمدد الغلاف الحراري للأرض، مما يزيد من مقاومة الهواء ويؤدي إلى سقوط الأقمار الصناعية. بعض الخبراء يعتقدون أن هذا القمر كان روسيًا للتجسس (كوزموس 2551) احترق بألوان مختلفة بسبب المواد المتنوعة التي يتكون منها. إنها ظواهر طبيعية غامضة ذات أبعاد تكنولوجية خطيرة.
كهف فينغال : أعجوبة جيولوجية أم موقع طقوسي؟
في جزيرة ستافا الاسكتلندية، يقع كهف فينغال، وهو تحفة طبيعية تتكون من أعمدة بازلتية سداسية الشكل، تمتد لأكثر من 76 مترًا تحت الأرض. هذا الكهف، بمظهره المثالي الذي يوحي بنحت بشري، أثار تساؤلات حول أصوله.
- الموقع الطقوسي : تشير الدراسات الأثرية إلى أن البشر استوطنوا ستافا منذ أكثر من 3500 عام. يعتقد سايمون كلارك أن هذه الأعمدة قد تكون من عمل الشعوب القديمة، الذين استخدموا الكهوف كمواقع طقوسية أو بوابات بين العالمين. وقد تم العثور على رفوف تعرض جماجم أطفال في كهوف قريبة، مما يشير إلى ممارسات طقوسية رهيبة.
- تشكيل طبيعي : لكن مارتن أرتشر يعتقد أن هذه الأعمدة هي نتاج قوة الطبيعة الأم. تشكلت هذه الأعمدة البازلتية السداسية قبل حوالي 60 مليون سنة، نتيجة لتدفق الحمم البركانية التي تبردت وانكمشت، مما أدى إلى تشققها بزاوية 120 درجة لتكوين هذه الأشكال الهندسية المثالية. هذه التكوينات ليست حصرية للأرض، فقد تم رصدها حتى على كوكب المريخ، مما يؤكد أن قواعد الجيولوجيا واحدة في الكون. إنها ظواهر طبيعية غامضة تكشف عن قوة كوكبية.
ثلوج الصحراء الكبرى : تغير المناخ أم تدخل بشري؟
في يناير 2018، استيقظ سكان جنوب الجزائر على مشهد غير مألوف : ثلوج بسماكة 38 سم تغطي الكثبان الرملية في الصحراء الكبرى، التي تعتبر واحدة من أكثر الأماكن حرارة على الأرض.
- حقبة الخضرة الصحراوية : يعتقد العلماء أن الصحراء الكبرى كانت خضراء ومغطاة بالنباتات قبل 5000 عام، نتيجة لتغيرات في ميل الأرض، مما أدى إلى أمطار موسمية غزيرة. قد تكون الظاهرة الحالية إشارة إلى دخولنا فترة خضرة جديدة.
- تغير المناخ : تشير البيانات إلى أن تساقط الثلوج أصبح أكثر شيوعًا منذ عام 2016، مما يدفع العلماء للاعتقاد بأنها نتيجة لتغير المناخ. أنظمة الضغط العالي غير الاعتيادية تدفع الهواء الرطب من المحيط الأطلسي نحو أفريقيا، وعندما يصطدم بجبال الأطلس، يرتفع ويتشكل الثلج.
- تجارب بشرية : يقترح سايمون كلارك أن هذه الثلوج قد تكون دليلًا على تجارب لتغيير المناخ، مثل تلك التي قامت بها الصين لتحويل الصحاري إلى أراضٍ خضراء، مما يزيد الرطوبة ويخفض درجات الحرارة. هذه ظواهر طبيعية غامضة تنذر بمستقبل مناخي غير متوقع.
أمواج لزجة في بحيرة الأرجنتين: كارثة بيئية أم رماد بركاني؟..
في بحيرة ناهوال هوابي بالأرجنتين، التقط مصور فيديو مشهدًا غريبًا: تموجات لزجة تغطي سطح المياه.
- النفوق الجماعي : تخشى تريسي فانارا أن تكون هذه المادة اللزجة بقايا كائنات ميتة متحللة بسبب نفوق جماعي، مثل ازدهار الطحالب السامة الذي حدث في فلوريدا. التغير المناخي يفاقم مشكلة النفوق الجماعي، ومن المتوقع أن تصبح هذه الحالات أكثر شيوعًا.
- الرماد البركاني : يعتقد بول بيرن أن هذه المادة هي رماد بركاني. منطقة الأنديز مليئة بالبراكين النشطة، وفي عام 2011، ثار بركان بويهو المجاور، مطلقا سحابة ضخمة من الرماد غطت البحيرة. يحتوي الرماد على السيليكا البلورية، وهي مادة خفيفة تطفو على الماء، مما يفسر الأمواج الرمادية.
انهيار جبل في قرغيزستان : زلزال أم تعدين؟..
في سبتمبر 2020، شهدت جبال تيانشان في قرغيزستان انهيارًا جبليًا كارثيًا، حيث تفتتت صخور بحجم المنازل.
- الزلازل والجليد الذائب : قرغيزستان منطقة نشطة زلزاليًا، حيث تحدث حوالي 5000 هزة أرضية سنويًا. يعتقد بول بيرن أن ذوبان الجليد، بالإضافة إلى الزلازل، قد يكون قد أدى إلى "تسييل التربة"، حيث تتحول الأرض الصلبة إلى سائل صخري.
- النشاط التعديني : يشك سايمون كلارك في نظرية التسييل بسبب وجود كميات كبيرة من الغبار، مما يشير إلى جفاف الأرض. ويشير إلى أن الانهيار حدث بالقرب من منجم فحم كراكيش، أحد أكبر حقول الفحم في قرغيزستان. النشاط التعديني يحفر عميقًا في الجبال ويضعف بنيتها، مما يسبب شقوقًا ضخمة. يخشى البعض أن تؤدي هذه الانهيارات إلى كارثة أكبر، خاصة مع وجود مكب نفايات نووية سوفيتي قريب.
إن هذه الظواهر الطبيعية الغامضة التي تحير العلماء وتثير الرعب تذكرنا بقوة الطبيعة وتحديات فهمنا لها. سواء كانت نيزكًا ساقطًا أو رمادًا بركانيًا أو انهيارًا جبليًا، فإن كل حدث يفتح لنا نافذة على أسرار كوكبنا.
المصدر
ظواهر غريبة - ظواهر طبيعية غامضة - الموسم الثالث - قناة الشرق ديسكفري
رأيك يهمنا, شارك في إرتقاء الموقع...