مُمَيَّز

مقتل جوليو : جريمة غامضة في ماونت هود..

جريمة غامضة في ماونت هود..

في قلب جبال ماونت هود الخضراء، حيث تلتقي الطبيعة الخلابة بالهدوء، كان من المفترض أن تكون رحلة احتفالية ذكرى زواج أولى. لكن ما بدأ كاحتفال رومانسي بين جوليو (21 عامًا) وزوجته الشابة كاندرا (16 عامًا) في أكتوبر 1976، تحول إلى جريمة قتل غامضة هزت المجتمع الأمريكي. 

قصة مقتل جوليو : جريمة غامضة في جبال ماونت هود
جريمة غامضة في جبال ماونت هود
إنها قصة تتشابك فيها الأكاذيب مع الحقائق المرة، حيث كان الدليل الحقيقي مختبئًا في تفصيل واحد بسيط، لكنه حاسم.

لقاء الصدفة الذي قاد إلى المأساة..

بدأت القصة جريمة غامضة في ماونت هود عندما ذهب الزوجان في رحلة صيد. بعد فشلهما في الحصول على صيد، التقيا برجل غريب يدعى توماس براون. عرض توماس، بابتسامة ودودة، أن يدلهما على بقعة صيد أفضل، وهو ما قبله الزوجان ببراءة. 

قرر الثلاثة التخييم في تلك البقعة، ولم تكن كاندرا وجوليو يعلمان أن هذا القرار سيغير حياتهما إلى الأبد. بعد ثلاثة أيام، كانت كاندرا هي الوحيدة التي عادت، لكنها لم تعد كما كانت. من مكتب العمدة، اتصلت بوالدتها بكلمات غامضة: "جوليو مات. كان حادثًا فظيعًا".

روايات متضاربة حول جريمة غامضة في جبال ماونت هود..

عندما وصلت الشرطة، قدم كل من كاندرا وتوماس رواية متطابقة بشكل مريب : حادث صيد. زعم توماس أن الرصاصة انطلقت عن طريق الخطأ عندما كان يتلقى البندقية من جوليو، وأن كلب كاندرا، الذي هاجمه، قد قُتل هو الآخر. ولزيادة مصداقية قصته، نجح توماس في اجتياز اختبار كشف الكذب، مما جعل الشرطة تعتقد أن وفاة جوليو كانت مجرد حادث.

لكن والدة كاندرا كانت تشك في الأمر. فهي تعلم مدى حب ابنتها لزوجها وكلبها، وكان من المستحيل أن تتصرف كاندرا بهدوء لو كانت القصة حقيقية.

بعد عودتها للمنزل، انهارت كاندرا واعترفت بالحقيقة. كشفت أن توماس لم يطلق النار على جوليو عن طريق الخطأ، بل قتله بدم بارد، ثم قتل كلبها. 

خوفًا من أن تكون الضحية التالية، أجبرها توماس على العيش معه في الغابة لأيام، حيث تعرضت للاعتداء. اعترفت كاندرا بأنها وافقت على رواية الحادث خوفًا على حياتها، لكنها فشلت في اختبار كشف الكذب، مما دفع الشرطة إلى إعادة فتح التحقيق.

الأدلة الجنائية تحسم القضية..

مع إعادة فتح القضية، ركز المحققون على الأدلة المادية. كان دليلهم الأقوى هو فحص جثة جوليو. أوضح خبير الطب الشرعي أن عدم وجود أي آثار بارود على الجرح يعني أن الرصاصة أُطلقت من مسافة لا تقل عن 91 سم (3 أقدام). 

هذا الدليل الجنائي البسيط دحض تمامًا رواية توماس براون بأن الرصاصة انطلقت من مسافة قريبة. أصبح من الواضح أن توماس لم يكن يحمل البندقية بل كان يوجهها إلى جوليو من مسافة آمنة.

هذا الدليل أدى إلى اعتقال توماس براون بتهمة القتل. أثناء وجوده في السجن، اعترف لزميل في الزنزانة بأنه قتل جوليو ليحصل على زوجته الشابة، معتقدًا أن قصته ستكون مقنعة. هذا الاعتراف، مع أدلة الطب الشرعي، كان كافيًا لإدانته.

تخلى توماس براون عن حقه في محاكمة أمام هيئة محلفين، وأصدر القاضي حكمه بإدانته وحكم عليه بالسجن مدى الحياة. أما بالنسبة لكاندرا، فقد أوضح التحليل النفسي أن تناقضها في الروايات كان نتيجة متلازمة ستوكهولم، وهي حالة نفسية تجعل الضحية تتعاطف مع المعتدي.

قصة جريمة غامضة في ماونت هود تظهر كيف يمكن للأدلة الجنائية، مهما كانت بسيطة، أن تكشف الحقيقة وتضمن تحقيق العدالة في أعقد قضايا القتل.


 المصدر 
جريمة قتل غامضة أغرب من الخيال وهكذا كشف المحققون لغز الضحية - قناة amryahia
الكاشف
الكاشف
أنا كاشف الأسرار، رفيقك في رحلة استكشاف أغوار التاريخ، الأساطير، والأحداث التي حيرت البشرية على مر العصور. في "عوالم خفية"، نغوص سوياً في قصص شخصيات محاطة بالسرية، حكايات قديمة لم تُروَ بعد بالكامل، ونفكك ألغازاً ظلت حبيسة صفحات الزمن. كل مقال هنا هو دعوة لكشف النقاب عن المجهول، وفهم ما يختبئ وراء الستار. انضم إليّ، ودعنا نضيء معاً تلك العوالم الخفية التي تنتظر من يكتشفها.
تعليقات



    "