الموثمان..
في عام 1966، شهدت بلدة بوينت بليزانت الهادئة في ولاية فرجينيا الغربية بالولايات المتحدة الأمريكية، بداية سلسلة من الأحداث الغريبة التي هزت المجتمع بأكمله. لم تكن مجرد مشاهدات غريبة، بل كانت بداية أسطورة مخيفة عن كائن مجنح ضخم بعينين حمراوين متوهجتين، يثير الرعب أينما حلّ. إنه الموثمان (Mothman)، الذي تحول من مجرد مخلوق غامض إلى نذير شؤم يرتبط ظهوره بالكوارث والمآسي.
![]() |
الموثمان |
هل هو كائن حقيقي؟ هل هو نذير الشؤم الذي يراقب من الظلام؟ هل هو كيان خارق للطبيعة؟ أم أنه مجرد هلوسة جماعية؟ هذا اللغز يظل يطارد المدينة حتى يومنا هذا.
ظهور مرعب : بداية الأسطورة..
بدأت المشاهدات الموثقة للموثمان في شهر نوفمبر من عام 1966. في إحدى الليالي، أبلغ زوجان شابان عن رؤيتهما لمخلوق غريب ذي عينين حمراوين عملاقتين تلمعان في الظلام، وجناحين ضخمين يغطيان جسمه.
سرعان ما تبعت هذه الرؤية العديد من التقارير المماثلة من سكان البلدة، الذين وصفوا الكائن بنفس الأوصاف المخيفة. كان الكائن يطير بسرعة فائقة، ويصدر أصواتًا حادة، ويلاحق السيارات على الطرقات. هذه الحالات أثارت ذعرًا واسعًا، وتحولت البلدة الهادئة إلى بؤرة للغموض.
الشهود وصفوا الموثمان بأنه كائن بحجم رجل بالغ، ولكن بجناحين كبيرين يطويان على ظهره، وعينين حمراوين كبيرتين تلمعان في الظلام، دون وجود رأس أو عنق واضح. هذه الأوصاف الغريبة جعلت من الصعب تصنيف هذا الكائن، مما فتح الباب أمام العديد من النظريات، بدءًا من أنه طائر كبير الحجم لم يتم اكتشافه، إلى أنه كائن فضائي أو كيان من بعد آخر.
الموثمان والكارثة : جسر الفضة..
تزايدت مشاهدات الموثمان أو "رجل العثة" بشكل ملحوظ خلال العام الذي سبق انهيار جسر الفضة (Silver Bridge) في 15 ديسمبر 1967. كان الجسر، الذي يربط بين بوينت بليزانت وولاية أوهايو، واحدًا من أهم المعابر في المنطقة. وفي لحظة كارثية، انهار الجسر بشكل مفاجئ، مما أدى إلى مقتل 46 شخصًا.
بالنسبة للعديد من سكان المدينة، لم يكن انهيار الجسر مجرد حادث عرضي. ربطوا بشكل مباشر بين ظهور الموثمان المتكرر قبل الكارثة وانهيار الجسر.
انتشرت نظرية تقول إن الموثمان لم يكن مخلوقًا مخيفًا، بل كان نذيرًا أو رسولًا يحاول تحذير الناس من الكارثة القادمة. ورغم أن هذه النظرية لا تستند إلى أي دليل علمي، إلا أنها أصبحت جزءًا لا يتجزأ من أسطورة الموثمان.
نظريات وحلول : ما هو الموثمان؟..
مثل أي لغز، هناك تفسيرات متعددة لظاهرة الموثمان. العلماء يميلون إلى التفسيرات العقلانية، مثل أن الكائن كان في الواقع طائرًا كبيرًا ونادرًا، مثل البومة الكبيرة أو مالك الحزين، والذي تم تحديده بشكل خاطئ من قبل شهود عيان خائفين في ظروف إضاءة سيئة.
الأعين الحمراء قد تكون انعكاسًا لضوء المصابيح الأمامية للسيارات على عيون الحيوان. هناك أيضًا نظرية تقول إن المشاهدات كانت مجرد هلوسة جماعية، تغذيها القصص المنتشرة والذعر بين السكان.
وعلى الرغم من هذه التفسيرات، فإن أسطورة الموثمان لا تزال قائمة، خاصة وأن هناك العديد من التقارير المماثلة من مختلف أنحاء العالم، والتي تصف مخلوقات مجنحة وغامضة تظهر قبل الكوارث.
تمامًا كما في حالة اليتي الذي يختبئ في قمم الجبال، يظل الموثمان لغزًا عصريًا يرفض التفسير. فبينما يمثل 👈 "رجل الثلج البغيض" الخوف من المجهول في المناطق النائية، يمثل "رجل العثة" الرعب الذي يمكن أن يتربص بنا في المدن، ويذكرنا بأن هناك كائنات غامضة يمكن أن تظهر في أي مكان.
بعد عقود من أول ظهور له، يظل الموثمان لغزًا يرفض أن يفسر نفسه. سواء كان طائرًا نادرًا، أو كيانًا خارقًا للطبيعة، أو مجرد أسطورة، فقد ترك تأثيرًا عميقًا في الوعي الشعبي. تحولت قصة الموثمان إلى كتب وأفلام ومسلسلات، وباتت مدينة بوينت بليزانت تحتفل به من خلال مهرجان سنوي.
في النهاية، ربما لا يهم ما إذا كان الموثمان حقيقيًا أم لا. الأهم هو أن قصته تثير فينا تساؤلات حول ما لا نعرفه، وتذكرنا بأن العالم لا يزال يحتفظ بالكثير من الأسرار التي تنتظر من يكتشفها.
مصادر
قصة مخلوق الموثمان المرعب - موقع سكطعش
Mothman Research Starters - EBSCO
رأيك يهمنا, شارك في إرتقاء الموقع...