البيت المسكون..
اسمي محمود الشرقاوي، ولطالما كنت أؤمن بأن الأشباح وقصص البيت المسكون هي مجرد حكايات تُروى لإثارة الرعب في أفلام السينما، أو للتسلية في جلسات السمر الليلية. كنتُ أعتبر نفسي شخصًا منطقيًا، لا تؤثر فيه الخرافات ولا تهزه الأقاويل.
![]() |
البيت المسكون |
ولكن في إحدى ليالي شتاء عام 2017، اهتزت قناعاتي كلها، عندما قررتُ شراء منزل قديم في أحد أحياء القاهرة العتيقة، كان يشتهر بين السكان المحليين بأنه بيت مسكون. لم أكن أصدق، وكنت أرى في السعر الزهيد فرصة لا تعوض. ولكن ما عشته في هذا المنزل كان أغرب من أي خيال.
هدوء مخيف : البداية التي لم أنتبه إليها..
كان المنزل غارقًا في صمت غير طبيعي. صمت يختلف عن الهدوء العادي؛ صمت يبعث على القشعريرة، وكأن المكان يكتم أنفاسه. في الأيام الأولى، اعتقدتُ أن هذا مجرد شعور نابع من تاريخ المنزل المثير للجدل.
ولكن سرعان ما بدأت الأمور تتخذ منحنىً غريبًا. في إحدى الليالي، بينما كنتُ أقرأ في غرفة المعيشة، انطفأت جميع الأضواء فجأة. لم يكن هناك أي انقطاع للكهرباء في الحي بأكمله، بل كانت المصابيح في منزلي أنا فقط من يغرق في الظلام.
هذه الحادثة كانت مجرد شرارة. في الليالي التالية، بدأ الأثاث يتحرك من تلقاء نفسه. كنتُ أضع كرسيًا في مكان معين، لأجده في صباح اليوم التالي في زاوية أخرى من الغرفة. كانت الأدراج تُفتح وتُغلق بصوت خافت، وأحيانًا كنتُ أسمع صوت همسات لا أفهم مصدرها.
كنتُ أتجاهل كل ذلك، وأحاول أن أجد تفسيرات منطقية مثل تغير درجات الحرارة أو تسرب الهواء، ولكن عقلي كان يعلم أن الأمر مختلف. كان البيت المسكون يجهز لي مفاجآته.
الظلال التي لا تُنسى : عندما يتحول الخوف إلى يقين..
وصلتُ إلى نقطة اللاعودة عندما بدأت الظلال تظهر. لم تكن مجرد انعكاسات، بل كانت ظلالاً تتحرك بشكل مستقل، وتمر من أمامي بسرعة خاطفة.
في البداية، اعتقدت أنها هلوسات بسبب قلة النوم والتوتر. لكن في ليلة ممطرة، وبينما كنتُ أقف أمام النافذة، رأيتُ ظلًا طويلاً يمر من خلفي. التفتُ بسرعة، لم أجد شيئًا، ولكن شعرتُ بهواء بارد يمر من جنبي، وكأنه كيان غير مرئي قد تجاوزني للتو.
هذا اليوم، أيقنت أن هذا البيت المسكون ليس مجرد مبنى قديم، بل هو مكان تتقاطع فيه عوالم أخرى. لم يكن الظل هو الأكثر رعبًا، بل كان الشعور بأنه لا يمكنني الهروب منه. في أي غرفة كنت، كان ذلك الشعور يطاردني، وكأن هناك من يراقبني في كل لحظة.
بحث عن حقيقة البيت المسكون..
بعدما فشلت في إيجاد تفسيرات منطقية، بدأتُ أبحث في تاريخ هذا المنزل. علمتُ من بعض الجيران أن قصة البيت المسكون ليست حديثة، بل تعود إلى عشرات السنين.
المنزل كان يملكه شخص غامض اختفى فجأة في ظروف غامضة، ولم يُعثر على أي أثر له. الأجيال التي سكنت المنزل بعده لم تتمكن من البقاء طويلاً، حيث كانوا يفرون منه بعد أسابيع قليلة بسبب الظواهر الخارقة التي كانوا يشهدونها.
ما أثار فضولي أكثر هو ما ذكره أحد كبار السن في الحي، الذي قال إن المنزل يقع على نقطة تقاطع للطاقات، ولهذا السبب فهو نقطة جذب للكيانات غير المرئية.
هل يمكن أن يكون هذا صحيحًا؟ هل كانت الظواهر التي عشتها ناتجة عن طاقة متبقية من أحداث ماضية، أم كانت كيانات واعية تحاول التواصل معي؟
في النهاية، لم أتمكن من البقاء في ذلك المنزل. بعته بسعر أقل بكثير من الذي اشتريته به، ولم أخبر المشتري عن تاريخه. ما زلت أرى وجه ذلك الرجل عندما دخل المنزل لأول مرة، مقتنعاً بأنه وجد فرصة العمر.
أنا اليوم أعيش في منزل جديد، ولكن تجربة ذلك البيت المسكون لم تفارقني أبدًا. لقد غيرت نظرتي إلى الحياة، وجعلتني أؤمن بوجود عالم آخر يتداخل مع عالمنا.
قصة "البيت المسكون - قصة رعب حقيقية عشتها بنفسي.." ليست مجرد حكاية، بل هي شهادة حقيقية على وجود خفايا غيب لا يمكن للعلم أن يفسرها. تظل أسئلة كثيرة بلا إجابة، مثل: من كان ذلك الظل؟ ولماذا اختار منزلي؟ وهل سيبقى لغز هذا المنزل سراً مدفوناً إلى الأبد؟ ربما الإجابة تكمن في مكان ما، بانتظار من يجرؤ على البحث عنها.
رأيك يهمنا, شارك في إرتقاء الموقع...