مُمَيَّز

من هو مؤسس الماسونية؟ لغز في أعماق التاريخ..

من هو مؤسس الماسونية؟..

في بحر الأسرار التي تحيط بالماسونية، يبرز سؤال جوهري يثير فضول الباحثين والمتابعين : من هو مؤسس الماسونية؟ هل هو شخصية تاريخية محددة، أم أن المنظمة نشأت وتطورت عبر قرون طويلة؟..

من هو مؤسس الماسونية؟ لغز في أعماق التاريخ..
من هو مؤسس الماسونية؟
هذا السؤال يظل جزءًا من النسيج الغامض للمنظمة، حيث لا توجد إجابة واحدة قاطعة، بل مجموعة من النظريات والروايات التي تزيد من تعقيد اللغز.

من هو مؤسس الماسونية؟ : الأصول المبكرة..

لحل لغز من هو مؤسس الماسونية؟، يجب أن نعود إلى جذورها التاريخية. يعتقد معظم المؤرخين أن الماسونية الحديثة تطورت من نقابات البنائين الحرفيين (stone masons) في العصور الوسطى، وتحديداً في اسكتلندا وإنجلترا.

هؤلاء البناؤون، الذين كانوا يمتلكون مهارات فريدة في تشييد الكاتدرائيات والقلاع، كانوا ينظمون أنفسهم في "محافل" (lodges) لتبادل المعرفة والحفاظ على أسرار مهنتهم. لم يكن هناك "مؤسس" واحد لهذه النقابات، بل تطورت بشكل طبيعي كجمعيات مهنية.

التحول إلى الماسونية الفكرية : ميلاد جديد..

التحول الحاسم حدث في أوائل القرن الثامن عشر، عندما بدأت هذه المحافل الحرفية في قبول أعضاء غير بنائين (أشخاص أحرار، أو "Accepted Masons")، كانوا مهتمين بالفلسفة والأخلاق. 

هذا التحول أدى إلى إنشاء "المحفل الأكبر في لندن وويستمنستر" (Grand Lodge of London and Westminster) في 24 يونيو 1717، والذي يُعتبر علامة فارقة في تاريخ الماسونية الحديثة.

فهل كان هناك مؤسس لهذا الكيان الجديد؟ لا يوجد شخص واحد يُنسب إليه الفضل الكامل. بل كان هناك مجموعة من القساوسة والمفكرين الذين لعبوا أدواراً رئيسية في صياغة دساتيرها وقوانينها، مثل جيمس أندرسون الذي كتب "دساتير أندرسون" (Anderson's Constitutions) عام 1723، والتي تعتبر وثيقة أساسية للمنظمة. يُمكن اعتبار هؤلاء رواداً ومساهمين رئيسيين في "إعادة تشكيل" الماسونية، ولكن ليس مؤسسين بالمعنى التقليدي.

بين الحرام والغموض : علاقة المؤسسية بالمنع الديني..

عندما نتساءل عن من هو مؤسس الماسونية؟، فإننا نربط ذلك بشكل غير مباشر بالسؤال الذي طرحناه في مقالنا السابق: 👈 هل الانضمام للماسونية حرام؟ فكثير من الفتاوى التي تُحرم الماسونية تستند إلى غموض أصولها، ومن يقف وراء تأسيسها وأهدافها الحقيقية. 

لو كان هناك مؤسس معروف وواضح، بأهداف معلنة وشفافة تتوافق مع الشرائع، لربما اختلف الموقف الديني. لكن الغموض المحيط بالشخصيات التي صاغت مبادئ الماسونية الحديثة، وطبيعة طقوسها السرية، هي ما يثير الشكوك ويعزز الفتاوى التي تحرم الانضمام إليها. هذا الغموض حول المؤسسين هو جزء من المشكلة التي تجعل الماسونية محل رفض الكثير من المؤسسات الدينية.

ظريات المؤامرة والمؤسسين الأسطوريين..

وبعيداً عن الحقائق التاريخية، تزدهر نظريات المؤامرة التي تقدم "مؤسسين" للماسونية من شخصيات أسطورية أو تاريخية غامضة. البعض يربطها ببناة الهياكل القديمة، والبعض الآخر ينسبها إلى فرسان الهيكل، أو حتى شخصيات من العصور البابلية والمصرية القديمة. 

هذه النظريات، وإن كانت تفتقر إلى الأدلة التاريخية الموثوقة، إلا أنها تزيد من هالة الغموض حول المنظمة وتجعلها مادة خصبة للأفلام والكتب.

انطلاق من هذا المقال من هو مؤسس الماسونية؟ لغز في أعماق التاريخ، لا يمكن تحديد المؤسس  بشخص واحد محدد. فالمنظمة تطورت عبر مراحل تاريخية طويلة، من نقابات حرفية إلى جمعيات فلسفية. ورغم وجود شخصيات لعبت دوراً محورياً في صياغة مبادئها الحديثة، إلا أن الطبيعة الجماعية والتراكمية لتأسيسها تظل جزءًا من لغزها الأكبر. هذا الغموض، سواء كان مقصودًا أم نتيجة للتطور التاريخي، هو ما يغذي الشكوك حول الماسونية ويجعلها منظمة محاطة بالأسئلة التي لا تنتهي.

 مصادر 
كيف أسست الماسونية الولايات المتحدة الأميركية؟ - الجزيرة نت.
هيرودس الاب الروحي و مؤسس الماسونية - بيت الكتب.
Who is the founder of Freemasonry? - nationalgeographic
الكاشف
الكاشف
أنا كاشف الأسرار، رفيقك في رحلة استكشاف أغوار التاريخ، الأساطير، والأحداث التي حيرت البشرية على مر العصور. في "عوالم خفية"، نغوص سوياً في قصص شخصيات محاطة بالسرية، حكايات قديمة لم تُروَ بعد بالكامل، ونفكك ألغازاً ظلت حبيسة صفحات الزمن. كل مقال هنا هو دعوة لكشف النقاب عن المجهول، وفهم ما يختبئ وراء الستار. انضم إليّ، ودعنا نضيء معاً تلك العوالم الخفية التي تنتظر من يكتشفها.
تعليقات



    "