من هم الماسونية وما هي ديانتهم؟..
تعتبر الماسونية واحدة من أقدم وأكثر المنظمات سرية وإثارة للجدل في التاريخ. اسمها يتردد في كل زاوية، وتدور حوله الكثير من الشائعات ونظريات المؤامرة.
![]() |
من هم الماسونية وما هي ديانتهم؟ |
في خضم كل هذا الغموض، يبرز سؤالان جوهريان : من هم الماسونية وما هي ديانتهم؟ للإجابة على هذين السؤالين، يجب أن نغوص في أعماق تاريخهم وهيكلهم الفكري، ونفصل بين الحقائق والأساطير المتداولة.
من هم الماسونية؟..
بشكل مبسط، الماسونية هي منظمة أخوية علمانية، تعود أصولها إلى نقابات البنائين في العصور الوسطى بأوروبا، وتحديداً في اسكتلندا وإنجلترا.
كلمة "ماسوني" تعني "بناء" (Free Mason)، وقد تطورت هذه النقابات من مجرد تجمعات لحرفيين إلى جمعيات فلسفية واجتماعية في القرنين السابع عشر والثامن عشر.
هدفها المعلن هو تعزيز الأخوة، وتنمية القيم الأخلاقية، وخدمة المجتمع. تجمع الماسونية أعضاءها من مختلف الطبقات الاجتماعية والخلفيات المهنية، وتعتمد على نظام الدرجات السرية لترقية الأعضاء وتلقينهم تعاليمها.
ما هي ديانتهم؟..
وهنا نصل إلى السؤال الأكثر حساسية : ما هي ديانتهم؟ الإجابة الرسمية للماسونية هي أنها ليست ديانة بحد ذاتها، ولا تدعو إلى دين معين، ولا تحل محل الدين الخاص بالعضو.
بل تطلب من أعضائها الإيمان بـ "كائن أسمى" أو "مهندس الكون الأعظم" (Grand Architect of the Universe). هذا المفهوم واسع ومتعدد التفسيرات، ويترك للعضو حرية تعريف هذا الكائن الأسمى وفقاً لمعتقداته الدينية الشخصية. يمكن للمسيحي أن يرى "المهندس الأعظم" هو الله في المسيحية، والمسلم يراه الله في الإسلام، وهكذا.
لكن هذا لا يعني أن الماسونية خالية من الجانب الروحاني. فالطقوس الماسونية تحتوي على عناصر رمزية ودينية، وتشجع على التأمل في الأخلاق والفضيلة.
ومع ذلك، تؤكد المنظمة أن هذه الممارسات تهدف إلى تعزيز الإيمان الشخصي للعضو، وليس فرض دين جديد عليه. ورغم ذلك، يرى الكثير من رجال الدين وأصحاب الديانات السماوية أن مفهوم "المهندس الأعظم" يعد بديلاً عن مفهوم التوحيد الخالص، ويشككون في حيادية الماسونية تجاه الأديان.
في مقالنا السابق، تحدثنا عن 👈علامات الماسونية وكيف أنها تتألف من رموز معقدة مثل الفرجار والمسطرة والعين الواحدة. هذه الرموز ليست طقوسًا دينية بحد ذاتها، بل هي أدوات فلسفية تُستخدم لتلقين المبادئ الأخلاقية وتنمية الذات.
فمثلاً، الفرجار والمسطرة يرمزان إلى ضبط النفس وتحديد حدود الأخلاق. هذه الرموز هي جزء من "لغة" الماسونية التي تشرح فلسفتها، وهي تُدرَّس للأعضاء الجدد كجزء من رحلتهم في الدرجات المختلفة، لتساعدهم على فهم القيم التي تدعو إليها المنظمة، وليس لتبديل دينهم.
الجدل الديني والاتهامات..
لطالما واجهت الماسونية اتهامات بأنها معادية للأديان، أو أنها تسعى لإنشاء دين عالمي موحد، أو أنها تعبد الشيطان. هذه الاتهامات تنبع في الغالب من السرية التي تحيط بالمنظمة، وعدم وضوح بعض مفاهيمها.
فالعديد من الكنائس المسيحية، وعلماء الدين الإسلامي، ومؤسسات دينية أخرى، حرمت الانضمام إلى الماسونية، معتبرين أنها تتعارض مع تعاليمهم الدينية وتشكل خطراً على الإيمان.
خلال هذا المقال من هم الماسونية وما هي ديانتهم؟ فك الغموض..، يمكن القول أن الماسونية بمنظورها المعلن، هي منظمة أخوية تسعى لتهذيب الأخلاق وتعزيز الروابط الاجتماعية. أما عن ديانتها، فهي تؤكد أنها لا تفرض ديناً معيناً، بل تطلب الإيمان بـ "كائن أسمى" وتترك للعضو حرية تفسيره. ومع ذلك، فإن الجدل حول طبيعتها الدينية والفلسفية، وما إذا كانت تتعارض مع الأديان السماوية، سيظل قائماً ما دامت السرية تحيط ببعض جوانبها، وتفسير رموزها وفلسفتها مفتوحاً لتأويلات متعددة.
مصادر
ما هي الماسونية وبماذا يؤمن الماسونيين؟ - GotQuestions
ما هي الماسونية؟ وما حكم الإسلام فيها؟ - طريق الإسلام
رأيك يهمنا, شارك في إرتقاء الموقع...